غاسل الصحون الذي أصبح مالك سلسة فنادق عالمية
في شبابه قطع “عنان الجلالي” على جميع من حوله السبل لمساعدته، ووقفوا عاجزين أمام شاب فاشلٍ في دراسته، سلبيٍّ لا يستجيب لأي محاولة لتحريكه خطوة واحدة إلى الأمام، شيءٌ واحد استطاعوا تقديمه واستجاب له.. “إنه الحب” محيط عنان أحبه بقوة، بدون شروط لهذا الحب، ولم ينسى الشاب هذا الحب لأسرته وأصدقائه ولا لجارتهم أستاذة الجامعة الأمريكية التي أحبته كأنه ابن لها، أرسلته مرةً إلى مدير الجامعة ليجري له اختباراً لعله يحصل على أي شهادة.. عاد عنان من الاختبار بشهادة تفيد بأنه طبيعي وأن فرص نجاحه في مدارس أوروبا أكثر، وجدها والده فرصة لتعلم ابنه الاعتماد على نفسه في بلادٍ لا يعرف فيها أحد..
تردد عنان على السفارات، وصلته أخيرا موافقةٌ من مدرسة فنية في النمسا للدراسة فيها، سافر إلى النمسا بعشر دولارات فقط في جيبه، أقام أول أيامه هناك في بيوت الشباب، انتقل بعد ذلك إلى أحد الملاجئ، عمل كبائع جرائد في سبيل الحصول على طعام يأكله.
ثم قرر الانتقال إلى دولة الدنمارك، أقام أيضًا في بيوت الشباب، حتى بدأت نقوده تنفذ؛ فكان عليه أن يقتصد أكثر، فاضطر أن يبيت في الحدائق العامة أحياناً، وأحياناً أخرى في صناديق التليفونات.
شعر وقتها عنان بالضياع، فهو غريب بلا بيت، بلا مكان، وبلا عنوان.
وصل به ضيق الحال إلى أن يأكل من بقايا الطعام ومن صناديق القمامة.
حتى استطاع أن يحصل على عمل، فاشتغل في غسل الأواني بأحد المطاعم مقابل وجبة طعام في اليوم.
بعد تعرضه لتلك المواقف والتي جعلته يغير نظرته للحياة ، سعى لاكتساب خبرات أكثر .
بدأ بغسيل الأطباق في فندق -هفايد هاس- من أكبر الفنادق في بالدنمارك- ، وبعد عدة سنوات، وصل إلى منصب المدير، بفضل قضاء كامل وقته في العمل في الفندق؛ حيث تنقل في وظائف كثيرة –بعضها دون مقابل- ليتعلم فن إدارة الفنادق؛ حتى قرر ترك الوظيفة، وتأسيس شركة هلنان لإدارة الفنادق عام 1982.
أصبح “عنان الجلالي” مثال يحتذى بيه وقدوة للشباب في “الدنمارك”، ودليل حي علي أنه لا يوجد شيء مستحيل.
كرمته العائلة المالكة بالدنمارك، وحصل على لقب “فارس العلم الدنماركي من الطبقة الأولى”.
استفاد عنان من فشله ليصبح نقطة تحول في حياته ، ففتح له رسوبه مجالات أخرى ، وأدرك أنه يمكن للإنسان بإصراره ، أن يصل لأعلى درجات الاحترام .
وأن اكتساب الخبرة أفضل من اكتساب الأموال ، التي قد يخسرها في ظروف ما أو صفقة ما أو مرض ما ، بينما الخبرة هي الشيء الوحيد ، الذي لن يستطيع أحدًا أن يسلبها منك .
الوسم:#تطوير, #فشل, #قصص_نجاح, #مقالات_تحفيزية, #نجاح